Please ensure Javascript is enabled for purposes of website accessibility
menu

قصة متجر "مونة البيت"

نحن زوجان من مدينتي القدس وجنين، أسّسنا متجر "مونة البيت" وهو مشروع عائلي وتكافلي، فكرة المتجر ببساطة بدأت تتبلور بدءاً من العام 2018 عندما كان الأقارب من العائلة ممن يقيمون بالقدس يطلبون منا أن نحضر لهم من جنين بعض الأكلات البلدية مثل جبنة النعاج والزعتر والزيتون والعسل وغيرها، حيث كانت لديهم بمثابة كنز لا يقدر بثمن وغذاء للجسد والروح، كون هذه المنتجات شحيحة في القدس والداخل بشكلٍ عام.

وبحكم تنقلاتنا وزياراتنا جاءت فكرة المشروع في البداية كدخل إضافي للبيت، لكن بعد تعمقنا في تفاصيله وتفاصيل الأكلات البلدية والمناطق التي تشتهر بها، وطريقة صناعتها وتاريخها وحتى طعمها، اختلفت نظرتنا لهذا المشروع، أصبح المكان الذي نهرب إليه من ضغوطات حياتنا ومسؤولياتنا رغم الجهد الذي يحتاجه، والملاذ للمعرفة وسماع القصص وروايتها، والتعرف على الناس والمدن والقرى، أصبح بمثابة شغف يدفعنا نحو التأسيس والتطوير لهذا المشروع ليصبح متجراً الكترونياً كما عليه الآن ومستقبلاً على أرض الواقع.

ومع نهاية العام 2020، أطلقنا اسم "مونة البيت" كمتجر الكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأنا بالتسويق لخمس منتجات تحت هذا الاسم، وبأدوات التعبئة والتغليف البسيطة، قمنا بالتسويق إلكترونياً على "فيسبوك وانستغرام"، مما لاقى ترحيباً رائعاً من الأهل والأصدقاء وآخرين ممن تعرفوا علينا من خلال صفحاتنا، ومن هنا انطلقنا كمتجر صغير كبُرَ مع الوقت حتى أصبح اليوم يوفر ما يقارب الخمسين منتجاً مميزاً جودةً وطعماً، وأيضاً تغليفاً جذاباً وعبواتٍ صديقة للبيئة وقابلة للتدوير.

المميز في متجرنا هو التعاون مع عدة سيدات وأسر ومزارعين يعملون على هذه المنتجات البلدية (حوالي 20 أسرة)، فنحن نقوم بالبحث عن الأصل في المنتج البلدي وتوفيره، فعلى سبيل المثال السماق البلدي نوفره من جبال قرية ميثلون في جنين والتي تشتهر بأشجار السماق، وزيت الزيتون من سلفيت والتي تشتهر بجودة زيتها وصفاءه، ودبس العنب من الخليل الذي يعد ركيزه من ركائزها الثمينة، والفريكة البلدية من شمال الضفة الغربية وكذلك الزيتون البلدي وجبنة الغنم من الأغوار الشمالية وغيرها من المنتجات البلدية الفلسطينية الغنية والتي لا يمكن حصرها، بالإضافة إلى إنتاجنا الشخصي لمنتجي البندورة المجففة ومخلل الخيار واللذان لاقا إقبالاً واسعاً.

والمهم في ذلك كله هو الطعم الأصيل الذي يأخذك إلى زمن أجدادك، فرغم اختلاف الأذواق في كل الأمور في حياتنا إلا أن غالبية من يشتري منا يجتمعون على حب الطعم ويعتمدون تكراره مراراً، وهذا ما يرفع من معنوياتنا ومسؤوليتنا.

طموحاتنا بسيطة لكنها تحتاج الكثير من الجهد، نطمح أن تصل منتجاتنا للعالمية وليس فقط محلياً، نطمح أن نضبط عملية الإنتاج بشكل أكبر بحيث يتم إنتاج المنتجات البلدية من خضار عضوية من مزارع فلسطينية، نطمح أن نحقق ولو جزءاً بسيطاً من الاكتفاء الذاتي الفلسطيني وتشجيع الإنتاج البلدي وتوفير فرص العمل، والحفاظ على الموروث الغذائي الفلسطيني جيلاً بعد جيل.

قصة متجر